يُمكن فهم وتحليل الإدمان على الإنترنت بمقارنته بأنواع الإدمان الأخرى، فمثلاً المدمنون على الكحول والمسكّرات يتعاطون الكحول وغيرها من العقاقير؛ لأنّهم يشعرون أنّهم طبيعيّون عند تعاطيها، ولأنّهم يصلون إلى حالةٍ من النّشوة، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الإدمان على الإنترنت، حيث يستخدمه المدمنون بشكلٍ مفرطٍ ليشعروا أنّهم طبيعيّون، وليصلوا إلى حالة النّشوة أو السّعادة عن طريق الفضاء الإلكتروني، فيتخلّون العلاقات الاجتماعيّة الصحيّة والطبيعيّة، ويتّخذون العلاقات الاجتماعيّة الوهميّة على الإنترنت، ويستعيضون عن المشاعر العميقة والدّافئة الناشئة عن العلاقات الاجتماعيّة، ليعيشوا المشاعر المؤقّتة غير المحسوسة. يتبع الإدمان على الإنترنت الطّبيعة التكوينيّة الخاصّة بأنواع الإدمان الأخرى؛ حيث يعاني مدمنو الإنترنت مع محاولتهم السّيطرة على حياتهم، ويشعرون بالإحباط عند فشلهم، ويخسرون ثقتهم بأنفسهم، ممّا يدفعهم إلى الهرب والغوص أكثر في إدمانهم وفي فضائهم الإلكترونيّ.